سيادة المطران عطا الله حنا : ما يحدث في غزة حالياً إنما هي كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث..
2024-10-22إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة:
بأنه قد بلغت القلوب الحناجر وانتهت حلول الأرض وليس للمحشورين في المحرقة سوى الله ، فالمنازل تهدم على رؤوس العائلات فتكتم أنفاسهم تحت الركام وهم أحياء ولا يجد الناس إلا ما تبقى من فتات خبز مغموس بالشاي لكي يسدوا به جوعهم .
إنها كارثة غير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث تجري على مرأى ومسمع العالم وكأنه قد حكم على أهل غزة بالإعدام وذنبهم الوحيد أنهم غزيون بقيوا في القطاع رغماً عن كل الحروب التي تعرضوا لها والحصار الظالم الذي عانى منه القطاع ولسنوات طويلة .
وتابع سيادته موضحاً:
المدنيون في غزة هم يدفعون فاتورة باهظة لحرب قذرة فرضت عليهم وغزة أصبحت مدمرة بشكل كامل ولا توجد هنالك عائلة إلا وفقدت أحداً من أبنائها لا بل هنالك عائلات أبيدت بشكل كلي وخرجت من السجل المدني .
وتساءل سيادة المطران عطاالله حنا:
إلى متى سوف تستمر هذه الكارثة في غزة ؟
وماذا ينتظر العالم لكي يتحرك من أجل وقف هذه الحرب ؟
وهل المطلوب إبادة كل سكان غزة حتى تتوقف هذه الحرب ؟ .
وما هو الثمن الذي يجب أن يدفعه الفلسطينيون لكي يتوقف هذا العدوان ؟
إن العدوان على غزة أماط اللثام عن وجوه كثيرة وأظهر الوجه المتوحش لهذا العالم الذي لا يلتفت إلى معاناة الأبرياء والمدنيين في غزة وقد تركوا لقمة سائغة لعدوان همجي غير مسبوق يحمل في طياته العنصرية والهمجية والدموية والعدائية لأبناء شعبنا .
وفي لبنان نرى صوراً مؤلمة و محزنة لاستهداف هذا البلد الجميل .
وتحدث سيادته مطالباً :
بوقف العدوان الذي يتعرض له أهلنا في غزة وكذلك في لبنان ، ونتمنى أن تنجح المبادرات والمحاولات الهادفة لوقف الحرب.
(هذا ان وجدت مبادرات ومحاولات جدية ) من اجل وقف هذه الكارثة المروعة .
وقال سيادة المطران عطاالله حنا من أمام القبر المقدس لدى لقاءه وفداً من الحجاج في كنيسة القيامة في القدس القديمة :
بأننا أمام القبر المقدس الذي بزغ نور الحياة نرفع الصلاة بحرارة من أجل أن يتوقف نزيف غزة ولبنان وهو نزيف الإنسانية كلها ونزيف كل إنسان مؤمن بقيم الحق والعدالة .
دعاءنا في صبيحة هذا اليوم هو من أجل أن يتوقف العدوان على غزة .
ومشاهد الموت والدمار والدماء والآلام والأحزان هناك إنما تذكرنا بالحروب العالمية .
وهي معاناة شعب محاصر يدفع ثمناً باهظاً لحرب قذرة وكذلك الأحبة في لبنان الذين يتعرضون لحرب همجية تستهدف المدنيين كما هو الحال في غزة .
وأمام القبر المقدس نقف خاشعين ملتمسين المراحم الإلهية لكي يرأف الرب الإله بالإنسانية كلها وتتوقف هذه المعاناة وهذه الحرب .
يارب السلام أعطِ السلام لهذا المشرق ولفلسطين وللبنان وأوقف هذا النزيف وهذه المعاناة وهذه الكارثة الإنسانية الغير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث .