مذكرة الى مقام رئاسة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الموقرة
2024-09-09تتقدم اليكم رابطتنا، الرابطة العربية للقانون الدولي، بتحياتها إذ تفتتحون أعمال دورتكم الجديدة، وترجو لكم التوفيق في أعمالكم.
ضمن اختصاصكم، مهما كانت الإجراءات، النظر في مسألة قتل أكثر من سبعين ألف إنسان وعشرة آلاف مفقود وخمسين ألف مجروح في فلسطين المحتلة على مدى عام كامل. يجب النظر الى القتل على أنه نتيجة وضع سياسي- قانوني خلقته المنظمة الدولية التي تعتبر الأمم المتحدة الوريثة الأخلاقية السياسية لها، ألا وهي عصبة الأمم.
في عام 1870 شعرت أوروبا أن بإمكانها تقسيم إفريقيا فكانت معاهدة برلين. في عام 1917 أحبّت بريطانيا زيادة حصتها في الانتصار على ألمانيا فكان ” وعد بلفور”. عمل حربي في جوهره اعتمد على تغذية أصولية دينية.
ما جرى في 1870 كانت قرصنة دولية، وأزالته الأحداث. وما جرى في 1917 كان أيضا قرصنة دولية إلا انه أصبح قانوناً دولياَ نتيجة صك الانتداب الذي أقرته العصبة عام 1922. أعطيت القرصنة ثوباً من الشرعية ما إن انقضت مائة عام وعام على وعد بلفور حتى عادت القرصنة لتظهر على حقيقتها بدءاً من خريف 2023.
بين أياديكم اليوم ما ذكرناه من قتلى وجرحى ومصابين ومفقودين نتيجة عمل قرصنة تم في 1922 من قِبل ما ورثتموه من العصبة، ليس بإمكانكم إلاّ أن تعودوا اليوم الى الأصول الأولى. أمامكم في اجتماعكم اليوم قضية فلسطين بمجملها. أنتم مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. فانظروا ما أنتم فاعلون. لا تهتموا بالإجراءات الشكلية فأمامكم وضع حقوق إنسان يفرض نفسه على أي جدول أعمال، وأنتم مجلس حقوق الإنسان، كونوا أمناء على اسم المجلس، وأنتم سادته. تثق بكم الرابطة. ولكي يثق بكم العالم فأول جدول أعمالكم وقف القتل والإبادة الجماعية والتشريد والعمل على تأمين الماء والدواء والمواد الغذائية وغيرها وإعادة أسرى فلسطين الى أهاليهم ووقف عمليات تعذيبهم.
شكراً لاهتمامكم وتعاونكم
دمشق – بيروت 8/9/2024
أ. د. جورج جبور المحامي عمر زين الدكتورة أحلام بيضون
رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي الأمين العام مستشارة