﴿المرأة﴾ حالة فريدة، أستثنيت عن القواعد البشرية، و هي قضية عامة… اتفقت عليها الانظمة السياسية،
2024-09-08﴿المرأة﴾
حالة فريدة، أستثنيت عن القواعد البشرية، و هي قضية عامة…
اتفقت عليها الانظمة السياسية،
و شرائع الديانات السماوية و الارضية و أُعِدَّتْ أيقونة الشعوب
المحترمة.
أصبح يوم عالمي مناسبةٍ للاحتفاء و الاحتفال بالمرأة، و بالتطور في مجالات التقارب بين الجنسين من حيث الحقوق و الواجبات التي يتحملها أفراد المجتمع، و تمكين المرأة في أخذ مكانتها في التفكير و البناء من خلال اسهاماتها في انجازات علمية و ادبية، و السعي إلى تحقيق زخم أكبر للمشاركة جنبا الى جنب الرجل في ميادين الحياة في جميع أنحاء العالم.
من هنا.. أسهمت المرأة، في دفع آلة الصناعة الفكرية و اليدوية، و تطوير الانتاج من حالة الاحادية في العمل إلى ثنائية تضامنية، مما زاد كم و نوع المنتجات الكفيلة بسد حاجات المجتمع الانساني على مستوى
البلد الواحد، و على مستوى العالم جميعا.
و لا يخفى على كل ذي عقل دورها في تربية و تنشئة أجيال تلو الاجيال، لحمل الرسالة و لواء التقدم في تحصين المجتمع و حمايته من كل المخاطر المحدقة بأفراده و ناسه، فهي اللبنات الأولى في أسس تكوين الخليقة، و هي نهايات لها.. انها جامعة الحياة بلا منازع!
صاحبة رسالة توارثتها جيلاً بعد جيل و نسجت خيوطاً من الوفاء
و عزماً من الارادة، ثابتة العهود
و المواثيق..
و المرأة زرعت التضحيات في النفوس، و اصبحت عنوانًا للوجود التأريخي و الحضاري ينتقل عبر
القرون، و نبراساً يبدد الظلمات،
و لعبت ادوارا مهمة في الحضارة الانسانية، لما تحمله من صفات
تميزت بها، فسلجيا وفكريا، تمكنت من خلالها التفرد في عطاءاتها، و قد يتعذر على الرجل ان يؤدي ذات المهمات.
فامتازت في الصبر و الرقة و الحنان، و في الحب و الجمال
و الأنوثة و الطيبة المتواضعة، التي وظفتها بكل اريحية لزيادة اللحمة المجتمعية، كتفا بكتف مع شريكها الرجل، كزوج و أخ و أب و إبن.
فيوم المرأة و عيدها مناسبة تشد العزم في المضي قدما للأمام بخطوات واثقة، لا تلتفت للخلف، بل تتقدم بجدارة و تصنع لها إستراتيجية مؤمنةً بحقوقها، و عارفة بواجباتها. مما نلمسه أثرا
بارزا في مشاركتها الفاعلة في حياتنا، و على مختلف المستويات
و الأشكال في عملية النهضة الحضارية بمختلف جوانبها الإنسانية و الثقافية و الاقتصادية و العلمية و الابداعية، في ادوار مهمة
لا يمكن تجاوزها، أو تجاهلها، إلى جانب ما قامت به من إبداعات تطورت معها سبل الحياة، و واضح ذلك من إيمانها برسالتها الخالدة و قدرتها على العطاء التي فاقت كل الحدود، كونها النّبع الذي نستمدّ منه اسمى المبادئ و القيم و الأخلاق…
و لقد سطر لنا التأريخ أسماء لامعة في صفحات من نور خلدتها اعمالهن، و امكاناتهن في ادارة شؤون الحياة، أثناء تقلدهن أماكن رفيعة و نجاحهن في النضال و المثابرة، و الريادة و المبادرة، عندما تبوأن دفة الحكم، كملكات مثل أروى و بلقيس و زنوبيا و شجرة الدر، أو مستشارات كزبيدة العباسية، او مناضلات كخولة بنت الازور و جميلة بو حيرد، أو اديبات كالخنساء و نازك الملائكة…
و منهن أسهم في دفع عجلة
البناء و تطويره و شاركن الرجل
في ادارة الدولة في الوزارات
و المؤسسات الحكومية ، و التربية
و التعليم، و الطب و الهندسة.. إلخ!
إلا أن المرأة لاقت سوء معاملة
و كُبحت في اكثر من مرة، و قُيدت حريتها و طمست أغلب حقوقها،
و تنوعت أشكال العنف بين الإيذاء البدني و النفسي ، و اتسع ليشمل مظاهر ممارسة التمييز و الحرمان من حقوقها في الصحة و التعليم و العمل، مما سبب ذلك خللا و تفككا في نسيج المجتمع في هذا العصر او ذاك، بسبب التخلف و قلة الوعي
لدور و أهمية المراة في المجتمع.
لذلك.. أعطى الإسلام المرأة حقها فى طلب العِلم، و الحق فى العمل،
و مشاركة الرجل في أغلب الاعمال
ذات الطبيعة التي تتمكن فيها العمل و الابداع، و تضمن حقوقها في الصناعة و التجارة، و الملكية
و السياسة..
و قد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، و تربية الأبناء و تنشأتهم تنشئة سوية، و جعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم و الإجلال…
بقلم الكاتبة ياسمين عبد السلام هرموش /لبنان